بعد سنوات طويلة من الألم والمعاناة، حوّل الباحث السعودي إسماعيل بن أحمد علوش مدخلي مرضه إلى رسالة، وتحدّيه إلى إنجاز، حصل إسماعيل على درجة الدكتوراه من قسم علم النفس بجامعة الملك خالد، برسالة مميزة حملت عنوان: "فاعلية برنامج إرشادي قائم على العلاج بالتقبُّل والالتزام في إدارة الألم المزمن للذين يعانون من مرض الأنيميا المنجلية في جازان."

اللافت في القصة أن الدكتور إسماعيل لم يكن يدرس المرض من بعيد، بل عاشه بكل تفاصيله لمدة 38 سنة، كان يعاني من نوبات ألم مزمنة أثّرت على جسده ونفسيته، لكنه لم يسمح لها أن تكسره، وبعد عملية زراعة نخاع عظمي ناجحة، قرر يحوّل قصته من "مريض" إلى "باحث يصنع الأمل" لغيره.

صمّم إسماعيل برنامجًا علاجيًا نفسيًا يعتمد على العلاج بالتقبُّل والالتزام (ACT)، هدفه مساعدة مرضى الأنيميا المنجلية في التعايش مع الألم وتجاوز الضغط النفسي وتحسين جودة الحياة. البرنامج ده مش بس بحث أكاديمي، ده أداة حقيقية لتغيير حياة الناس.

وفي كلماته بعد التخرج، عبّر عن شكره لأسرته وكل من دعمه، وأكد إن العلم الحقيقي هو اللي يلامس معاناة الناس ويوفر لهم حلول واقعية، وأعلن عزمه مواصلة الأبحاث لتطوير خدمات نفسية لمرضى الأنيميا في جازان وخارجها.

قصة الدكتور إسماعيل ليست مجرد تخرّج بدكتوراه، بل هي قصة إصرار وقدرة على تحويل الألم لطاقة وإنجاز، وتؤكد إن الكفاءات السعودية قادرة دائمًا على مواجهة التحديات، وصناعة فرق حقيقي في حياة الناس.