جلال عارف يكتب: إرهاب إسرائيل.. وتغيير الشرق الأوسط
مع توالى الهجمات الإرهابية على لبنان الشقيق،يحاول مجرم الحرب نتنياهو الخروج من فشله الطويل وتبرير توجهه لجبهة جديدة مع لبنان يخشى الإسرائيليون عواقبها، ويمهد فى نفس الوقت للمزيد من الحروب التى أصبحت طريقه الوحيد للهروب من أزماته. وسط ذلك كله يطلق تصريحاً خطيراً لابد من الوقوف عنده حين يقول: لقد بدأنا للتو، وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط!!
الحقيقة التى ينبغى التأكيد عليها قبل كل شىء هى أن نتنياهو يريد من الحروب المستمرة أن تنقذه شخصياً من أزماته لكنه أيضاً يدخل الحروب ويقود حملات الإرهاب انطلاقاً من عقيدة إرهابية تريد إسرائيل الكبرى ولا ترى وجوداً فى المنطقة إلا لليهود. لا يختلف نتنياهو فى ذلك عن بن غفير وسيموتريتش بل قد يكون أكثر تطرفاً فى إرهابه وإن ارتدى من الأقنعة الزائفة ما مكنه من أن يحكم إسرائيل لأطول فترة منذ نشأتها!!
لم تكن صدفة أنه قبل بضعة أسابيع فقط من شن حرب الإبادة على غزة كان مجرم الحرب نتنياهو يذهب للأمم المتحدة ويرفع خريطة المنطقة وقد ضم فيها كل الأراضى الفلسطينية فى الضفة وغزة والقدس إلى الكيان الصهيونى متحدياً كل قرارات الشرعية الدولية فى قلب الأمم المتحدة نفسها (!!).. وليست صدفة اليوم أيضاً أن يتحدث مجرم الحرب عن مخططات إسرائيل من أجل تغيير الشرق الأوسط وهو يمد إرهابه إلى لبنان، ويتصور أن عملية تفخيخ أجهزة اللاسلكى التى يمكن لأى منظمة إرهابية صغيرة أن تقوم بها، هى الشهادة الموثقة على أن دولة الإرهاب قادرة على تغيير الشرق الأوسط لتكون مركزه وقيادته المسيطرة!!
الإرهاب الإسرائيلى لا يستهدف فلسطين وحدها. إنه الخطر الأكبر على كل المنطقة العربية. كان هكذا منذ قام الكيان الصهيونى بالإرهاب وظل كذلك حتى الآن وغداً. وفى مواجهة الخطر لم يعد ممكناً استمرار حالة الغياب الكامل التى يعانى منها العمل العربى الموحد. ولم يعد ممكناً الرهان على تحالفات خارجية ثبت فشلها ولا على تطبيع مجانى يستخدمه الإرهاب الصهيونى فى تحقيق أهدافه.
فلسطين التى أراد العدو تصفية قضيتها للأبد تعود مع أغلى التضحيات لتفرض نفسها على العالم. ولبنان لن ينكسر، والمقاومة ستستمر ما دام هناك شبر من الأرض العربية يدنسه الاحتلال، هذا هو طريق التغيير فى الشرق الأوسط.. وفى العالم كله.. وليس ما ينذر به مجرمو الحرب المطلوبون للعدالة !!
نقلا عن اخبار اليوم